Jumat, 04 November 2011

التربية الأخلاقية

دور المعهد الإسلامى فى بناء التربية الأخلاقية الإسلامية للفرد والج2تمع إندونيسيا
بقلم: مهندس الزهرى
Abstract
The many Islamic boarding schools contributed enormously in the intellectual life of the personal and the nation. From the 'womb' pesantren born public figures, scholars, intellectuals, and leaders ofthe nation with character education as a trade mark of his Islamic Boarding schools have declared themselves as forming the national character by character configuration in the context of the totality of the process of psychological and socio-cultural in: Sports Heart (Spiritual and emotional development), Sports thought (intellectual development), sports and kinesthetic (Physical and kinesthetic development), and Physical Pain and the Willing (Affective and Creativity development).

Keywords: Character Education, Islamic Boarding Scholl, Intellectual life

المقدّمة
إنّ أهم دور المعهد الإسلامى يمكن تحديده بصورة إجمالية فى كونها الوسيلة الوحيدة لبناء خير فرد والجدتمع، والعلاقة بين هذه الجوانب وثيقة الصلة، من حيث إن بناء خير فرد، وسيلة لبناء خير مجتمع. والغاية من هذا كله تحقيق سعادة خاصة وشاملة فى المجتمع إندونيسيا.
تحدث القضايا والمسائل المختلفة الراهنة فى إندونيسيا وفيرة جدا هي انحفاض سلوكية الكريمة وارتفاع نسبة الجريمة فى حياة المجتمع بظهور المشاجرة بين الطلاب وجلب المواد الإباحية للأطفال ووقعت أعمال الفساد والابتزاز في جميع المستويات لإدارة الدولة من إدارة القرية إلى إدارة الدولة المركزية وفى البرلمان والوزارة والمحكمة. وبجانب آخر، تواجه الدولة إندونيسيا قضية التطرف والأصولية والإرهابية التي تهدد وحدة وهوية وطنية بمذهب التعددية واستنادا بمبدأ الخمسة.
بظهور تلك القضايا المختلفة، اقترحت الحكومة منذ سنة 2010 عن التربية الأخلاقية كحركة وطنية فى قمة يوم التعليم الوطنى فى التاريخ 20 مايو 2010. وعلاوة على ذلك، معايير التعليم الوطنى تشتمل بناء الأخلاق فى المواد التى ستتم تدريسها وممارستها فى الحياة اليومية. والتربية الأخلاقية لم تكن على مستوى استيعاب والممارسة فى الحياة اليومية. وصعوبة القيام استيعاب هذه التربية الأخلاقية ربما بفقدان المثل الأسوة الحسنة للمجتمع إندونيسيا والطلبة خاصة. يتم تدريس الطلاب فى الصف المدرسى عن ضرورة احترام غيرهم والصدق وممنوع الكذب والخداع وفريضة التعاون بينهم لم تجد الممارسة فى الحياة اليومية. حينما يشاهدون السياسيين فى التليفزيون على سبيل المثال، السياسيون لم يتصرّفوا بأخلاق الكريمة كما درسوا فى الفصل المدرسى. ومن قبل المعلّمين الذين يشعرون صعوبة تطوير التربية الأخلاقية.
أصابت هذه القضية فى حياة التعليم فى إندنيسيا عامة وتأثرت على التعليم فى المعاهد الإسلامية خاصة. وهذا أمر صعب للغاية، لأن المعاهد الإسلامية هي سد الأخيرة للمجتمع إندونيسيا الذين أغلبيتهم معتنقون الإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا.
على الرغم أن المعاهد الإسلامية فى وسط المتغيرات والعولمة مما تؤثر على ايقاع رحلتها ولكن ما زالت المعاهد الإسلامية لها احتياط الطاقة للمساهمة فى بناء التربية الأخلاقية الإسلامية للفرد والمجتمع إندونيسيا. أما الطاقة المحفوظة فى خزانة المعارف والعلوم الموروثة من تقاليد وعادات طويلة من سيدنا محمد وأصحابه والتابعين وتابع التابعين والعلماء والأولياء الصالحين الذين علّموا أخلاق الكريمة فى الأرخبيل حتى رئيس ومدير المعاهد الإسلامية.
ولذلك للمعاهد الإسلامية لها أهمية كبيرة لدعم قيم التسامح والوسطية والعدالة لإعادة تعريف عن التربية الأخلاقية الإسلامية وبدونـها ستبعد المعاهد الإسلامية من جذورها التقليدية والحدّ مساهمة المعاهد الإسلامى فى بناء أخلاقية الفرد والمجتمع إندونيسيا حول وسط الفوضى من قضية التطرف والطائفية والأصولية والإرهابية التى تستخدم الإسلام كركوب الخيل فى استراتيجية مدمرة تماما.
والتربية الأخلاقية الإسلامية كمصدر أساسى فى بناء شخصية الفرد والجمتمع فى إندونيسيا على كل مجالات الحياة اليومية من أخلاقيات التجارة والسياسة والمعاملة لتكوين مجتمع مدنى عادل وعامر ومعمرة فى العدالة، وتتركز أخلاقيات الشعب الإندونيسى على القيم الأساسية مثل الأمانة وتحريم الغير والصدق والمسؤولية. وهذه الأخلاقيات بداية بدون نـهاية من المعاهد الإسلامى للمساهمة على تكوين المجتمع بالأخلاق الكريمة.
تركزت الحكومة والمجتمع إندونيسيا لتطوير التربية الأخلاقية الإسلامية فى بناء شخصية الفرد والمجتمع إندونيسيا، أولا: إعداد المؤسسة التعليم المميّزة، والمعهد الإسلامى من أهم المؤسسات لتربية الأخلاقية الإسلامية لجيل الشعب، وثانيا: إعداد هيئة التدريس من مدير المدرسة له قدرة متفوقة وقدوة حسنة بالقيم الإنسانية خاصة، وثالثا: إبراز بيئة المناسبة لتربية أخلاقيات أبناء الشعب.
أولا- مفهوم التربية الأخلاقية الإسلامية
وفى القانون رقم 20 السنة 2003 عن "النموذج التعليم الوطنى"أن فائدة التعليم الوطنى هي تطوير الكفاءة والمهارات وتشكيل الأخلاق وحضارة الوطنى وكرامتها فى سياق الحياة الفكرية للمجتمع.
والأخلاق المشار إليه فى القانون هو طريقة التفكير والتصرف التى تميز كل فرد فى العيش والعمل، سواء كان داخل الأسرة والأمة والمجتمع والدولة.
لو تكلمنا عن التربية الأخلاقية الإسلامية ولا ننسى لشفيعنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم وعرفنا جميعا بأن أخلاق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم : الحلم والصبر والعفو والشجاعة
إنّ الحلم والاحتمال والصبر والعفو معانيها كلها متقاربة فهي كلها مما أدّب الله به نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم فقال تعالى : خُذ العفو وامُر بالعُرفِ وأعرِض عن الجاهلين (الاعراف: 199). والعرف هو كل ما فرض الله فعله أي كل الواجبات الدينية.
وإنّ المطالع لسيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الاعظم يعلم إنّه كان من صفاته أن يعفو عمن ظلمه ويصل من قطعه ويحسن الى من أساء اليه وإنّه كان لا يزيده كثرة الاذى عليه إلا صبرا وحلما.
قال تعالى في خطابه للرسول عليه الصلاة والسلام :{ فاصبرْ كما صبَر أُولوا العزمِ من الرسلِ } (سورة الاحقاف: 35).
تقول السيدة الجليلة عائشة عقيلة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في وصفه صلى الله عليه وسلم :" وما انتقم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله في شيء فينتقم بها لله " (رواه البخاري).
ومن آثار صبره وعفوه أنّه يوم أحد ابتُلي بلاء شديدا فقد كُسرت رباعيته وشج رأسه الشريف حتى شق ذلك على أصحابه شقا شديدا فقال عليه الصلاة والسلام :" اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون".
ولما تصدى أحد المشركين وهو غورث بن الحارث ليفتك بالرسول صلى الله عليه وسلم والرسول نائم تحت شجرة وحده فلم ينتبه إلا والرجل والسيف في يده فقال المشرك للرسول " من يمنعك مني " فقال له عليه الصلاة والسلام بلسان التوكل واليقين " الله " فسقط السيف من يده فأخذه النبي وقال للرجل " من يمنعك مني " قال " كن خير آخذ " فتركه وعفا عنه فرجع ذلك المشرك الى قومه وقال لهم " جئتكم من عند خير الناس (رواه بخارى مسلم).
ومن أوصاف النبي محمد صلى الله عليه وسلم الشجاعة والنجدة وكان النبي محمد عليه الصلاة والسلام منهما بالمكان الذي لا يُجهل وقد حضر المواقف الصعبة وفرّ الكُمَاةُ والاشداءُ عنه غير مرة وهو صلى الله عليه وسلم ثابت لا يبرح ومقبل لا يدبر ولا يتزحزح. وقد روى البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : " ما رأيت أشجع ولا أنجد ولا أجود ولا أرضى من رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
وروى البيهقي عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال في شجاعة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في المعارك " إنا كنا إذا اشتد البأس واحمرت الحُدُق اتقينا برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فما يكون أحد أقرب الى العدو منه ولقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا إلى العدو ".
وكان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أشد الناس يومئذ بأسا.
ويوم حنين لما التقى المسلمون والكفار ولّى بعض المسلمين مدبرين و الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لم يفر فطفق عليه الصلاة والسلام يُركض بغلته نحو الكفار وأبو سفيان آخذ بلجامها يكفها بغية أن لا تسرع والرسول محمد صلى الله عليه وسلم الأعظم يقول " أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب" (رواه البخاري).
ثانيا- خصائص التربية الأخلاقية الإسلامية فى المعهد الإسلامى
وتلك الخصائص ترجع اساسا إلى أمرين: أولهما الأخلاق التى تقوم تلك التربية على مفهومها، وأسسها وغايتها وقيمتها وما إلى ذلك. وثانيها حقيقة تلك التربية وخواصها الذاتية.
الخلق عبارة عن "ملكة للنفس مقضية لصدور الأفعال بسهولة من دون احتياج إلى فكر وروية" . أن كل خُلق قابل للتغيير وكل قابل للتغيير ليس طبيعياً فينتج لا شيء من الخُلق بطبيعي والكبرى بديهية، والصغرى وجدانية، فإنا نجد أن الشرير يصير بمصاحبته الخيّر خيراً، والخيّر بمجالسة الشرير شريراً. ونرى أن التأديب "في السياسات" فيه أثر عظيم في زوال الأخلاق، ولولاه لم يكن لقوة الروية فائدة وبطلت التأديبات والسياسات ولغت الشرايع والديانات، ولما قال الله سبحانه: "قد أفلح من زكاها" (الشمس: 3). ولما قال النبي صلى الله عليه وآله: "حسنوا أخلاقكم" ولما قال فى الحديث: أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني ثنا جدي ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا عبد العزيز بن محمد عن ابن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : بعثت لأتمم مكارم الأخلاق (رواه البخارى ومسلم).
أن كل خُلق قابل للتغيير وكل قابل للتغيير ليس طبيعياً فينتج لا شيء من الخُلق بطبيعي والكبرى بديهية، والصغرى وجدانية، فإنا نجد أن الشرير يصير بمصاحبته الخيّر خيراً، والخيّر بمجالسة الشرير شريراً. ونرى أن التأديب "في السياسات " فيه أثر عظيم في زوال الأخلاق، ولولاه لم يكن لقوة الروية فائدة وبطلت التأديبات والسياسات ولغت الشرايع والديانات،. ولما قال النبي صلى الله عليه وآله: "حسنوا أخلاقكم" ولما قال: "بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
ثم المراد من التغيير ليس رفع الغضب والشهوة مثلاً وإماطتهما بالكلية فان ذلك محال لأنهما مخلوقتان لفائدة ضرورية في الجبلة، إذ لو انقطع الغضب عن الإنسان بالكلية لم يدفع عن نفسه ما يهلكه ويؤذيه وامتنع جهاد الكفار، ولو انعدم عنه شهوة الطعام لم تبق حياته، ولو بطل عنه شهوة الوقاع بالمرة لضاع النسل، بل المراد ردهما من الإفراط والتفريط إلى الوسط فالمطلوب في صفة الغضب خلو النفس عن الجبن والتهور والاتصاف بحس الحمية، وهو أن يحصل إذا استحسن حصوله شرعاً وعقلاُ، ولا يحصل إذا استحسن عدمه كذلك. وكذا الحال في صفة الشهوة.


لأن التربية الأخلاقية الإسلامية الخيّرة إذا تغلغلت فى جميع الاتجاهات الإنسانية وتم بناء الفرد والمجتمع والحضارة بتلك التربية الأخلاقية زالت روح الشر من النفوس ثم إن تلك التربية الأخلاقية بطببيعتها الخيّرة تدفع الفرد والمجتمع والحضارة. والحضارة إلى التقدم وبذلك نكون قد بنينا حية إنسانية خيّرة ومتقدمة قى الوقت نفسه، لكن لا يمكن تحقيق هذا وذاك إلا بالتربية الأخلاقية، وهذه التربية هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق تلك الغاية.
الخصوصية الأولى يرى أن التربية الأخلاقية الإسلامية هي الاعتياد على المبادئ الأخلاقية اي ممارستها زمنا طويلا حتى تصبح عادة بحيث تصدر من المرء تلقائيا من غير تفكير وروية كما تصدر الأفعال الغريزية أو الطبيعية.
الحصوصية الثانية الذى يرى أن التربية الأخلاقية هي تكوين بصيرة أخلاقية عند المرء بها يستطيع التمييز بين سلوكى الخير والشر ويدرك تماما أن الخير فى الفضيلة والشر فى الرذيلة وأن السعادة تتبع الفضيلة والشقاوة تتبع الرذيلة، كما يجب تكوين وعي بأن الفضيلة ميزو النفس الإنسانية الشريفة ومن ثم بجب أن يتبع الإنسان الأخلاق، لأنها سلوك إنسانى تجلب للإنسان الخير والسعادة فحسب.
الخصوصية الثالثة أن التربية الأخلاقية عبارة عن تلقين المبادئ الأخلاقية بأساليب آمرية وتحذيرات خطابية وذكر أنواع الفضائل الأخلاقية وأنواع المحرمات والرذائل دون بيان القيم المختلفة لكل فضيلة ودون بيان المضار المترتبة غلى كل رذيلة كما قال الفيلسوف قائلا: "أيها الولد ليست قيمة المرء مقدار نصيبه من مفاخر الحياة الدنيا وإنما قيمته حظه من الآخرة، لا تحدث ضوضاء أيها الغلام، يجب أن تطع والديك".
الخصوصية الرابعة: هو الروحى الصوفى الذى يرى أن التربية الأخلاقية ليست مجرد الاعتياد على الأفعال الأخلاقية الظاهرة المادية، وليست كذلك مجرد خلق بصيرة أخلاقية ليست اخيرا مجرد تلقين وتعليم للمبادئ الأخلاقية بل إنها فوق ذلك وأكثر من ذلك هو تطهير النفس من الرذائل والنوازع الشريرة وتحليتها بجميع الفضائل الأخلاقية ظاهرا وباطنا وهذا موجود عند المتصوّفين.
ثالثا – حقيقة التربية الأخلاقية الإسلامية فى المعهد الإسلامى ومميزاتها الأساسية
إن حقيقة هذه التربية فى نظر الإسلام تنشئة الطفل وتكوينه إنسانا متكاملا من الناحية الأخلاقية بحيث يصبح فى حياته مفتاحا للخير ومغلاقا للشر فى كل الظروف والأحوال. فمن حيث تطهير النفس أولا من جميع الرذائل الأخلاقية والإرادات الشريرة، فهذا أمر لا غني عنه فى ميدان التربية، قال الله تعالى فى كتابه العزيز "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا" (الأحزات: 33) "ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم (المائدة: 6). لكن مجرد التطهير لا يكفى فى ميدان التربية الأخلاقية واسنخدم فى هذا الميدان التزكية فى القرآن لأن التزكية تفيد التطهير مع التنمية أو تقوية دوافع العمل الصالح.
ولكن تنمية الروح الأخلاقية تحتاج إلى تعليم وتبصير أخلاق إذ لابدّ من وعي أخلاق ليدرك الإنسان حكمة المبادئ الأخلاقية ولابد من بصيرة أخلاقية ليستطيع المرء، التمييز بين السلوك الخير والسلوك الشرير، ولهذا جاء الرسول معلّما ومربيا معلّما المبادئ وحكمتها فقال تعالى " كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةلإَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (البقرة:151)
لكن لا يكفى تكوين بصيرة أخلاقية إذ لابد مع ذلك من تكوين الاستعداد الكامل للالتزام بالمبادئ الأخلاقية واجتناب الرذائل والشرور فى كل الظروف والمواقف بحيث لايكتفى بالتزام ذلك بنفسه بل يدعو غيره غيره كذلك إليه ويحارب الشر أينما وجد وحينما كان ويمكن التعبير عن ذلك بتكوين روح الخير أو تكوين الإنسان تكوينا خيرا.
وأخيرا أكمل صورة للإنسان الذى يمكن أن تكوّنه التربية الأخلاقية هو ذلك الإنسان الذى يصل إلى مستوى يصبحفيه مفتاحا للخير ومغلاقا للشر فى نفسه ومجتمعه كما قال رسول الله صلعم: فطوبى لعبد جعله الله مفتاحا للخير ومغلاقا للشر.

رابعا- دور التربية الأخلاقية الإسلامية فى المعهد الإسلامى لبناء شخصية الفرد
نبدأ أولا ببناء الأفراد الأخيار، لتكوين مجتمع خيّرا. ما هي العناصر الأساسية لبناء خير فرد، تلك العناصر هي الآتية:
أ- تكوين روح الخير فيه يلتزم السلوك الخيّر ويسعى لتحقيق الخي للناس ما استطاع إلى ذلك سبيلا كما يلتزم بتجنب سلوك الشر ويعمل ليحول دون وقوعه من أحد إلى أحد.
ب- تكوين روح الأخوة الإنسانية.
يجب أن يغرس فى نفس الطالب بأن إنسانيته تقتضى أن ينظر إلى الناس كما ينظر لنفسه، لأن الآخرين أناس مثله لهم حق الحياة وعليه التزامات ومسئوليات كما عليهم ولا فرق بين جنس وبين لون ولون آخر بل كلهم سواسية من أصل الخلقة، كما قال رسول الله صلعم: "الناس مستوون كأسنان المشط ليس لأحد على أحد فضل إلا بتقوى الله".
ج- تكوين الوعي بوحدة الحياة الاجتماعية
عندما ننظر فى عمق الحياة الإجتماعية ومدى تتأثر به هذه الحياة من أعمال الأفراد الخيرة أو الشريرة عندما نمعن هذه النظرة يحق لنا أن نشبه تلك الحياة بجسم واحد.
د- تكوين روح الخضوع للنظام الأخلاق
هذا العنصر ضروري أيضا للشخصية الاجتماعية للبناء الاجتماعى، ذلك أن تكوين هذه الروخ لدى أفراد المجتمع يؤدى إلى تماسك المجتمع وترابطه ووحدته زوال القلاقل وسيادة الأمة الأمن فيه.
هـ- تكوين روح التعلق بالمجتمع
إن تكوين هذه الروح ضروري للفرد ليستطيع الحياة الجتماعية أنه لابد منه أيضا لدوام المجتمع أو لدوام الحياة الاجتماعية.
الثالث- دور التربية الأخلاقية الإسلامية فى بناء المجتمع
أما فيما يتعلق بالبناء الاجتماعى فإن التربية الأخلاقية الإسلامية تقوم بثلاثة أدوار مهمة: فالمهمة الأولى إقامة مجتمع قوي البنيان مترابط الأطراف مستقر هادئ تسود بين أفراده المودة والرحمة والعدالة. ثم لا يكون بينهم صرعات وتناقضات ويمكن أن نعبر عن هذا المجتمع الذى تبنيه التربية الأخلاقية بأنه مجتمع خيّر، وذلك عن طريق تكوين أفراد أخيار.
والمهمة الثانية هي إن المجتمع الذى تبنيه التربية الأخلاقية ليس مجتمعا أخلاقا فحسب، بل مجتمعا تقدميا أيضا، فيقول جون ديوي عن دور التربية الأجلاقية فى بناء مجتمع متقدم ويقول: إن الاهتمام برفاهية الجماعة وهو اهتمام فكرى وعملى وعاطفى، أعنى الاهتمام بإدراك كل ما ينهض بالنظام الاجتماع ى وبالتقدم وبكل ما يساعد على وضع هذه المبادئ موضع التنفيذ.
والمهمة الثالثة إن للتربية الأخلاقية من بناء مجتمع متقدم أكثر من ذلك هو بناء مجتمع سعيد فإنه مما لا شك فيه أن المجتمع لا يمكن أن يسعد إلا إذا كانت خيّرا لأن السعادة تأتى إلى المجتمع نتيجة سيادة الخير فيه وزوال الشر عنه. ولا يستطيع أن يقوم بهذا الدور غير التربية الأخلاقية لجميع أفراد المجتمع حتى يصبحوا كلهم أخيارا.
فالفرد يمثل المجتمع فى خصائصه كما أن المجتمع يمثل أفراده فى أفكارهم. فلذلك أحدّد خواص هذا المجتمع من خلال خواص افراده. وتتلخص فيما يلى:
أ- أن هذا المجتمع تسوده روح الخير بحيث يسعى لخير الجميع ويأمر بالمعروف ويحارب الشرور والمنكرات : لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (آل عمران: 104)
ب- تسود هذا المجتمع روح الأخوة الإنسانية لا فرق ولا تفريق فى المعاملة ولا فى الحكم والقضاء بين غني وفقير وبين اسود وأبيض وبين حاكم ومحكوم كلهم سواسية فى الإنسانية وفى العبودية لله الأحد الصمد: كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (الحجرات: 13).
ج- تسود هذا المجتمع الوحدة والقوة، الوحدة فى داخل الأفراد بين ميولهم والوحدة بين الأفراد لأنهم يؤمنون بإله واحد ثم يسيرون فى اتجاه واحد وفى طريق واحد: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (آل عمران:103)
د- تسود هذا المجتمع روح الخضوع للنظام ويسود أفراده روح التعلق بالمجتمع وغنما تسوده هذه الروح، لأنه يؤمن بأن نظامه وقوانينه ليست قوانين وضعها أفراد لمجرد تحقيق مصلحة اجتماعية، بل أكثر من هذا أن هذا النظام أخلاقى يجب احترامه والخضوع له ولأنه نظام إلهى يحقق للإنسانية إنسانيتها.
الاختتام
التربية فى الإسلام لتحقيق الهدف إنسان مميّز والإنسان الكامل أو الإنسان شمولى الذى يتوافق مع المهام الرئيسية للأبداع. وفي هذه الحالة قد بدأالمعهد الإسلامى بطلوع أبطال متفوقين على هذه الإنجازات. والتربية التى أنشأت من رحم الشعب نفسها، وأصبح المعهد الإسلامى فى الخطوط الأمامى فى تنفيذ التربية الأخلاقية الإسلامية.
الاقتراض عبارة السيد ناصر أحد البطل الوطنى إندونيسيا أن التربية الأخلاقية هو جزء من الإسلام، ولا يمكن فصلها عن العلوم الإسلامية ويعتبر المعهد الإسلامى كمركز لطلب العلم الاستراتيجية المهمة جدا عندما لعب دورا رائدا في تطوير التربية الأخلاقية الإسلامية. و لذلك، يمكن أن تستخدم أساسا للإشارة على مفاهيم شاملة للتربية والتدريب وتنمية المجتمع حول المعاهد، سواء من حيث الثقافة أو التقاليد والمعاملة و العبادة وفقا للقيم الإسلامية.
بتكثير جوانب التربية الأخلاقية، ومن المفروض أن يكون المعهد الإسلامى وعي للتدخل فى أمور الدعوة ولذلك بين المعهد الإسلامى والبيئة حولها ليس لها مسافة على القيم الإسلامية من حيث الثقافة الإسلامية وثقافة المعهد.

الهوامش
Abdilla, Muslimin. “Sumbangan Pesantren Dalam Pendidikan Karakter”, dalam http://stidnatsir.ac.id/index.php?option=com_content&view=article&id=84:pendidikan-berbasis-pesantren-membentuk-karakter-pribadi-muslim&catid=47:pendidikan&Itemid=86, diakses pada tanggal 23 Oktober 2011
Mastuhu, Dinamika Sistem Pendidikan Pesantren, (Jakarta: INIS, 1994)

Sudrajat, Peran Pesantren dalam pendidikan dalam http://iprafuns.blogspot.com/2010/02/peran-pesantren-dalam-pendidikan.html, diakses 22 Oktober 2011.
Zarkasyi, Abdullah Syukri. “Peran Pesantren dalam Pendidikan Karakter Bangsa”, dalam http://iprafuns.blogspot.com/2010/02/peran-pesantren-dalam-pendidikan.html, diakses pada tanggal 22 Oktober 2011.

البخارى، ألأدب المفرد، (القاهرة: دار السلام، 1964).

الحسينى، السيد محمد بن السيد علوى بن السيد عباس المالكى، محمد صلى الله عليه وسلم: الإنسان اكامل، (جدة: وزارة الإعلام إدارة الإعلام الداخلى بجدة، 1990.
لعراقي، محمد مهدي ، كتاب جامع السعادات، (القاهرة، مكتبة أسكو: 1995).

القرطبي, أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري. التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، حققها مصطفى بن أحمد العلوى و محمد عبد الكبير البكرى، (القرطبة: مؤسسة القرطبة، 1950).
سمعان، إبراهيم. الثقافة والتربية فى العصور القديمة، (القاهرة: دار المنار: 121).

Tidak ada komentar:

Posting Komentar